, -

الواحد

تسبيح نت عالم من الإيمانيات

اسم الله “الواحد” – لا شريك له في ذاته ولا في أفعاله

من أعظم أسماء الله الحسنى التي تُرسّخ في القلب التوحيد وتزرع فيه اليقين، اسم “الواحد”. إنه الاسم الذي يؤكد أن الله سبحانه وتعالى منفرد في ربوبيته، وألوهيته، وصفاته وأفعاله، لا يُشاركه في ذلك أحد، ولا يساويه مخلوق.

معنى اسم الله “الواحد”

“الواحد” في اللغة هو المنفرد الذي لا ثاني له، والله عز وجل هو الواحد في ذاته وصفاته، لا شبيه له، ولا نظير، ولا مثيل. هو الواحد الذي لا يُشاركه أحد في أسمائه أو أفعاله، ولا يحتاج إلى أحد، وكل الخلق محتاجون إليه.

قال تعالى:
“وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ”
[البقرة: 163]

الفرق بين “الواحد” و”الأحد”

  • الواحد: يدل على أن الله منفرد بذاته وصفاته، لا شريك له.

  • الأحد: يدل على كمال التفرّد والتوحيد، بحيث لا يُجزَّأ ولا يُركَّب ولا يُشابَه.

كلا الاسمين يعزّزان التوحيد، لكن “الأحد” فيه نفيٌ للتركيب أو التجزئة، و”الواحد” فيه تأكيدٌ للوحدانية المطلقة في كل شيء.

دلالات اسم “الواحد” في حياة المسلم

  1. وحدانيته في الخلق والرزق والتدبير
    لا خالق إلا الله، ولا رازق سواه، ولا مدبّر للأمر غيره. فلا يُطلب الخير إلا منه، ولا يُدفع الشر إلا به.

  2. وحدانيته في العبادة
    لأن الله هو الواحد، فصرف العبادة لغيره يُعد شركًا وظلمًا عظيمًا. لذلك فالمسلم لا يسجد ولا يدعو ولا يتوكل إلا على ربه الواحد.

  3. نفي الشرك بكل صوره
    فالله لا شريك له في الملك، ولا معين له في القضاء، ولا ولد له، ولا صاحبة، ولا أحد يُشبهه أو يُماثله.

أثر الإيمان باسم “الواحد” في حياتك

  • الراحة النفسية والتوازن الداخلي
    حين توقن أن الله وحده المدبّر، تهدأ نفسك، فلا تخاف من الناس، ولا ترجو غيره.

  • الاستقامة على التوحيد
    الإيمان بالواحد يجعلك تبتعد عن أي مظهر من مظاهر الشرك، وتُخلِص العبادة لله وحده، في السر والعلن.

  • القوة في مواجهة الابتلاءات
    لأنك تعلم أن كل ما يصيبك هو بأمر الواحد، فتثبت وتصبر وترضى، وتعلم أن الخير قادم ما دمت مع الله.

خاتمة

اسم الله “الواحد” هو مفتاح التوحيد ولبّ العقيدة. هو الاسم الذي يُخرج العبد من ظلمات التعلّق بالمخلوق، إلى نور التوكل على الخالق. فالله هو الواحد الذي لا يُضاهى، ولا يُشارَك، ولا يُشبِه أحدًا، فاجعل يقينك به وحده، وكن عبدًا خالصًا له في كل شيء.