اسم الله “الواجد” – الغني بذاته، الذي لا يُعجزه شيء
من الأسماء الحسنى التي تدل على كمال غنى الله تعالى واستغنائه عن خلقه، اسم “الواجد”، وهو من الأسماء التي تدل على تمام القدرة، وسعة الملك، وكمال الغنى، وأنه لا يعوزه شيء، ولا يحتاج إلى أحد.
معنى اسم الله “الواجد”
“الواجد” من الأسماء التي تشير إلى أن الله هو الذي لا يُعجزه شيء، وكل ما في الكون موجود عنده، وبيده وحده مفاتيح كل شيء. فهو الغني الذي لا يفتقر، القادر الذي لا يعجز، الواهب الذي لا يحتاج إلى سبب في العطاء.
اسم “الواجد” مأخوذ من “الوجد”، بمعنى الغنى التام، والقدرة المطلقة، فهو يجد ما يشاء، متى شاء، كيف شاء، بلا عجز أو ضعف أو تأخير.
قال الإمام الغزالي:
“الواجد هو الذي لا يعوزه شيء، ولا يخفى عليه شيء، ويفعل ما يريد.”
دلالات اسم “الواجد” في حياة المؤمن
-
الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء
مهما صعبت الأمور وتعقدت، فإن الله الواجد قادر على كل شيء، لا تنفد خزائنه، ولا يعجزه طلب. -
الله غني بذاته
لا يحتاج إلى أحد من خلقه، ولا يعوزه مال، ولا جند، ولا معين. بل الخلق هم من يحتاجون إليه في كل شيء. -
العطاء بغير حدود
الواجد يعطي من غير أن ينقص من ملكه شيء، كما في الحديث القدسي:
“يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، وسألوني، فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي…” [رواه مسلم].
أثر الإيمان باسم “الواجد” في حياتك
-
الطمأنينة في الرزق
حين تعلم أن الله هو الواجد، تهدأ نفسك ولا تقلق من تأخر الرزق أو ضيقه، فهو القادر أن يرزقك من حيث لا تحتسب. -
الرضا والقناعة
إذا أيقنت أن ما وُجد عندك هو بتقدير الواجد، وأنه لا ينسى أحدًا من عباده، رضيت بما قسمه الله لك. -
الثقة في استجابة الدعاء
فالواجد لا تنقصه الوسائل، ولا يتعذر عليه تحقيق المطلوب، بل يقول للشيء: “كن” فيكون. -
التجرد من التعلق بالماديات
لأنك تعلم أن الله هو الذي يملك كل شيء، وتطلب حاجتك منه لا من غيره، وترى أن البشر فقراء مثلك، لا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا.
خاتمة
إن اسم الله “الواجد” يذكّرنا بأن الله وحده هو مصدر الغنى، والقدرة، والعطاء، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فلنلجأ إليه وحده، ولنتوكل عليه في كل صغيرة وكبيرة، فهو القادر، الغني، الذي بيده مفاتيح الخير كله. وكل ما نفقده، يوجد عنده… فقط اقترب منه وتوكل عليه.