اسم الله “المقسط” – العادل الذي يحقق التوازن في الكون
“المقسط” هو أحد أسماء الله الحسنى التي تصف الله سبحانه وتعالى بالعظمة في العدالة والتوازن. هذا الاسم الكريم يشير إلى العدل الكامل والإنصاف الذي لا يظلم فيه أحد، ويعكس قدرة الله المطلقة في تقسيم الأمور في الكون بحكمة ورحمه. يعتبر اسم “المقسط” من الأسماء التي تؤكد على أن الله هو الحاكم العادل الذي يضع الأمور في مواضعها الصحيحة دون تحيز أو ظلم.
معنى اسم الله “المقسط”
“المقسط” في اللغة العربية يأتي من الجذر “قسط” الذي يعني العدل والإنصاف. بالتالي، فإن المقسط هو الذي يُقسّط الأمور حق قسمة، أي أنه هو الذي يُعطي كل شيء حقه بما يتناسب مع طبيعته ويُحقق العدالة. في القرآن الكريم، ورد هذا الاسم ليعبر عن العدالة المطلقة لله، الذي لا يظلم أحدًا بل ينصف الجميع برحمة وعدل.
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
“إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”
[النحل: 90]
دلالات اسم “المقسط”
العدل الإلهي الكامل
الله سبحانه وتعالى هو المقسط بمعنى أنه يقسط بين عباده بحكمة ورحمة، ويأخذ في حساباته كل الظروف والأحوال. هو الذي يضع العدل في كل شيء، ويقسم كل شيء على حسب ما يليق به من الحكمة والتوازن. وهذا يُظهر لنا أن الله لا يظلم أحدًا، بل يحقق العدالة في كل أفعاله.التوازن الكوني
اسم “المقسط” يشير إلى أن الله هو الذي يوازن الكون ويضبطه بطريقة متقنة لا تشوبها شائبة. العدالة الكونية التي يحققها الله في تدبيره لكل شيء من مخلوقات، كواكب، وأحداث في الحياة اليومية هي دليل على عظمته وعدله.الإنصاف بين الناس
الله سبحانه وتعالى يُقسط بين الناس، فلا يجوز لأحد أن يظلم الآخر. قد يقع الإنسان في خطأ أو ظلم في الدنيا، ولكن الله المقسط سيُعيد الحقوق إلى أصحابها يوم القيامة، حيث يُنصف كل مخلوق، ويأخذ لكل واحد حقه. لذلك، يجب على المؤمن أن يسعى لتحقيق العدل في حياته، متبعًا سُنة الله في الإنصاف.العدالة في القرآن والسنة
يشير القرآن الكريم والسنة النبوية إلى العدل الإلهي في أكثر من موضع، ويُظهر لنا أن الله المقسط يحقق العدل في كل شيء، من تقسيم الأرزاق إلى التعامل مع عباد الله. وعليه، على المسلم أن يتأسى بهذه الصفة الإلهية ويُراعيها في تعامله مع الآخرين.
فوائد اسم “المقسط” في حياتنا اليومية
التوجيه لتحقيق العدالة في التعامل
عندما نتذكر أن الله هو “المقسط”، يجب أن نكون حريصين على تطبيق العدالة والإنصاف في تعاملاتنا اليومية مع الآخرين. سواء كان ذلك في العائلة أو العمل أو المجتمع، من الضروري أن نتبع هذا المبدأ في اتخاذ القرارات.الاحتكام إلى الله في المظالم
في حال تعرضنا للظلم أو نشعر أن حقوقنا قد سُلبت، يجب أن نلجأ إلى الله ونتوكل عليه “المقسط”، لأنه هو الذي يحقق العدل ويعيد الحق إلى أصحابه في النهاية. لا ينبغي للمؤمن أن يفقد الأمل، بل عليه أن يثق في عدالة الله ويعلم أن الحق سيظهر في النهاية.الحفاظ على التوازن في الحياة
اسم “المقسط” يدعونا إلى أن نحرص على تحقيق التوازن في حياتنا، سواء في حقوقنا أو في واجباتنا تجاه الآخرين. العدالة لا تتعلق فقط بالتعامل مع الآخرين، بل تشمل أيضًا العدالة تجاه النفس في إشباع احتياجاتها وتقديرها. التوازن في الحياة بين العمل والراحة، وبين المسؤوليات الشخصية والمهنية، هو مبدأ إلهي يتماشى مع هذا الاسم الكريم.الثقة في حكم الله
من خلال هذا الاسم، يجب أن نثق أن حكم الله هو الأعدل والأقوم، وأنه سيحاسب كل شخص بما يستحق. مهما كانت الظروف أو التحديات التي نواجهها، يجب أن نعلم أن الله المقسط لا يُظلم أحدًا، وأنه سيُحقِق العدالة في النهاية.
خاتمة
اسم الله “المقسط” يعبر عن العدل الإلهي المطلق، الذي يتحقق في كل مجريات الكون. هو الله الذي يقسط بين عباده بحكمة ورحمة، ويمنح كل شخص حقه ويعيد له ما سلب منه، سواء في الدنيا أو الآخرة. إذا تذكرنا هذا الاسم وتعلمنا معناه، فإنه يعيننا على التحلي بالعدل في تعاملاتنا اليومية، ويمنحنا الأمل في استعادة الحقوق مهما طال الزمان. يجب على المؤمن أن يضع في اعتباره أن الله هو المقسط العادل، فلا ظلم في حكمه ولا انحياز، وهو الذي يُحقق التوازن بين جميع المخلوقات.