اسم الله “القيوم” – القائم على كل شيء بتدبيره وحكمته
من الأسماء الجليلة التي تعكس عظمة الخالق وكمال قدرته اسم “القيوم”، وهو اسم يبعث في قلب المؤمن الثقة والاطمئنان بأن هذا الكون وكل ما فيه قائم بأمر الله، وأنه لا يغيب عنه شيء، ولا يحتاج إلى معين أو شريك.
معنى اسم الله “القيوم”
“القيوم” مأخوذ من القيام، ويعني القائم على شؤون خلقه، المدبر لأمرهم، والمستغني بنفسه عن كل شيء، وكل شيء محتاج إليه.
قال الله تعالى:
“اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ” [البقرة: 255]
وهي آية الكرسي، أعظم آية في كتاب الله، وذُكر فيها اسمان من أعظم الأسماء: الحي والقيوم.
الفرق بين “الحي” و”القيوم”
الحي: الذي له حياة كاملة دائمة لا تنقطع.
القيوم: الذي يقوم بنفسه، ويقوم على غيره، فلا يحتاج إلى أحد، وكل الخلق محتاجون إليه في وجودهم واستمرار حياتهم.
دلالات اسم “القيوم”
الله لا يغفل عن خلقه أبدًا
لا ينام، ولا يسهو، ولا يغيب عن أي تفصيلة في الكون. كل ذرة تتحرك بعلمه، وكل كائن حي يعيش بأمره.الله يدبّر كل شيء
من حركة الأفلاك، إلى نبضات القلب، إلى سقوط ورقة من شجرة… كلها تقع بتقدير القيوم.الله غني عن خلقه
لا يحتاج إلى طعام أو نوم أو راحة، ولا يعتريه ضعف أو عجز.
قال النبي ﷺ:
“يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين” [رواه النسائي].
أثر الإيمان باسم الله “القيوم” في حياة المسلم
الاعتماد على الله وحده
عندما تدرك أن الله هو القيوم، لن تخاف من ضياع رزق، أو ضعف حال، لأنه هو من يُقيمك ويُدبر لك أمرك.التوكل الحقيقي
يعلم المؤمن أن الله لا يغفل عن شؤونه، فيُسلم أمره له ويطمئن قلبه مهما اشتدت الظروف.الدعاء والرجاء
دعاؤك لا يضيع، لأنك تسأله الذي لا يغفل، ولا يعجز، وهو على كل شيء قدير.عدم التعلق بالبشر
فالبشر ضعفاء، لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًا، أما الله فهو القائم على كل شيء، فاعتمد عليه ولا تتعلق بغيره.
خاتمة
إن اسم الله “القيوم” من الأسماء التي تملأ القلب سكونًا ويقينًا. فالله هو القائم على كل نفس، والمدبر لكل أمر، والغني عن كل خلقه. إذا أردت الأمان، فاستند إلى القيوم، وإذا أردت النور، فاستعن بالقائم على كل شيء. وكن على يقين دائم أن الله هو الذي يُقيمك إذا وقعت، ويُدبر لك أمورك وإن غابت عنك الحيل.