, -

العليم

تسبيح نت عالم من الإيمانيات

العليم – الله الذي لا يغيب عنه شيء

من الأسماء التي تبعث في النفس رهبةً وخشوعًا، وتمنح المؤمن يقينًا بأن الله مطلعٌ على كل شيء في حياته، هو اسم العليم.
فالله سبحانه وتعالى يعلم ما كان، وما يكون، وما سيكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون.
فهو العليم الذي لا تخفى عليه خافية، في الأرض ولا في السماء.

✨ معنى اسم الله العليم

اسم العليم مشتق من “العلم”، ويُقصد به: العلم الشامل الكامل المحيط بكل شيء، علمًا لا يُحدّ، ولا يعتريه نسيان أو نقص.
فالله يعلم الأمور الظاهرة والباطنة، والسر والعلن، والحاضر والمستقبل، كما يعلم ما في الصدور وما يدور في الخواطر والنوايا.

📖 اسم الله العليم في القرآن الكريم

ورد اسم “العليم” في القرآن كثيرًا، أكثر من 150 مرة، ومن ذلك:

“إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ”
(سورة الحِجر – آية 86)

“وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ”
(سورة الأنعام – آية 59)

في هذه الآيات إشارات واضحة إلى إحاطة علم الله بكل شيء، سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، حتى الأمور التي لا يراها أحد سواه.

🌿 كيف نعيش باسم الله العليم؟

1. الحياء من الله

إذا علمت أن الله يعلم كل ما في قلبك، ويطّلع على كل سر، فستشعر بحياء عظيم منه.
لن تجرؤ على معصية، ولن تخادع، لأنك تعلم أن الله العليم يراك ويعلم نيتك.

2. الطمأنينة في الأقدار

حين تمر بضيق أو موقف لا تفهم حكمته، تذكّر أن الله العليم يعلم وأنت لا تعلم.
ثق أنه يُقدّر لك الخير، حتى لو لم تَره الآن.

3. اجعل نيتك دائمًا صافية

الله لا ينظر إلى الظاهر فقط، بل يعلم ما في القلوب.
فأخلص النية في عملك، في قولك، في سلوكك.
“إنما الأعمال بالنيات”، والله العليم بالنيات.

4. اطلب العلم بإخلاص

من عاش باسم “العليم”، عرف قيمة العلم.
فاطلب العلم وتعلّمه وانشره، وتذكّر أن أقرب الطرق للتقرب إلى العليم هو أن تكون من أهل العلم الصادقين.

🌈 مظاهر علم الله في حياتنا

  • يعلم خفقات قلوبنا وهمساتنا.

  • يعلم الدموع التي نخفيها، والآهات التي لا نُفصح بها.

  • يعلم الخير في تأخير الرزق، كما يعلم الشر في بعض ما نتمناه.

  • يعلم عدد ذرات جسدك، وعدد خطواتك، وكل ما يحدث حولك بدقة لا يمكن تخيلها.

🕊️ دعاء باسم الله العليم

“اللهم يا عليم، علّمني ما ينفعني،
وانفعني بما علّمتني،
وزدني علمًا وهدى وبصيرة،
وارزقني الإخلاص في القول والعمل،
يا عليم يا خبير.”

📌 خاتمة

إن اسم الله العليم يُشعر الإنسان أن الله أقرب إليه من نفسه، وأنه يعلم ضعفه، وألمه، وخوفه، وأمله.
فلا تكن إلا صادقًا مع نفسك ومع الله، لأن الله يعلم السر وأخفى.

فليكن يقينك أن ما ضاع لك شيء عند العليم، وما غابت عنه دعوة، ولا سهو، ولا ألم.
فالعليم لا ينسى، ولا يجهل، ولا يغفل.