, -

الضار

تسبيح نت عالم من الإيمانيات

اسم الله “الضار” – الضار بكل شيء ومهلك من يشاء

“الضار” هو أحد أسماء الله الحسنى التي تحمل في طياتها معاني عظيمة، إذ يعبر عن قدرة الله المطلقة في الإضرار والضرر، وفقًا لما تقتضيه حكمته وقدرته اللامحدودة. هذا الاسم يذكرنا بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يُسير الأقدار ويوزع النعم والابتلاءات كما يشاء. وهو الذي يستطيع أن يضر الإنسان أو يعاقبه في الدنيا أو في الآخرة وفقًا لما يراه في مصلحة عباده.

معنى اسم الله “الضار”

اسم “الضار” يُشتق من الجذر العربي “ضرر”، والذي يعني الإيذاء أو الأذى. وعندما يذكر الله سبحانه وتعالى باسم “الضار”، فهو يعني أنه قادر على أن يضرَّ من يشاء، سواء في الدنيا أو في الآخرة، وأنه لا مفرَّ من حكمه وأفعاله. هذه القدرة على الإضرار تتضمن كل شيء في الكون، سواء كان إضرارًا بالناس أو بما حولهم، وهو كما قال الله في القرآن الكريم: “إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ”.

دلالات اسم “الضار”

  1. القدرة على الإضرار
    الله سبحانه وتعالى هو الضار بما يشاء من خلقه. عندما يضر الله شيئًا، فإنه يفعل ذلك لحكمة عظيمة. قد يضرُّ في بعض الأحيان المؤمنين ليمتحن صبرهم أو ليكفر عنهم ذنوبًا. وقد يضرُّ الظالمين ليعاقبهم على ظلمهم. الإضرار من الله هو جزء من تدبيره الكوني، وهو رحمة في كثير من الأحيان، لأننا لا نعلم حكمته الكاملة.

  2. إضرار الكافرين والمكذبين
    الله سبحانه وتعالى في اسم “الضار” يظهر قدرته على إضرار الكافرين والمكذبين بالرسل. مثلما أرسل الله الطوفان والريح الشديدة على الأمم التي كفرت به، فقد عاقبهم بما يستحقون. فهو الذي يقدر على إضلال من يشاء وهدى من يشاء.

  3. الضرر والتأديب
    الله يرسل الضرر على عباده أحيانًا كوسيلة من وسائل التأديب أو التوجيه. قد يكون الإضرار في الصحة، المال، أو في العلاقة بين الناس، بهدف تحقيق التوازن أو تحقيق مصالحة مع النفس. هذه الأضرار قد تكون نعمة غير مرئية تؤدي إلى رشد الإنسان وعودته إلى الله.

  4. الضرر في الدنيا والآخرة
    الله هو الذي يستطيع أن يضر الإنسان في الدنيا من خلال البلاء، المرض، الفقر، والابتلاءات الأخرى. ولكن الأهم من ذلك أن الله هو الذي يملك القدرة على الإضرار بالإنسان في الآخرة من خلال العذاب على ما اقترفته يداه. وعليه، يجب على الإنسان أن يتجنب ما يغضب الله ويتجنب طريق الظلم.

فوائد اسم “الضار” في حياتنا اليومية

  1. التواضع والتسليم لحكم الله
    عند فهمنا لاسم “الضار”، يجب أن نتعلم التواضع في كل أمر من أمور حياتنا. الله هو المالك لكل شيء، وهو القادر على أن يضرنا إذا شاء. يجب أن نعلم أن ما نواجهه من أذى في الحياة قد يكون اختبارًا من الله ليتحقق صبرنا وإيماننا.

  2. التوبة والاستغفار
    إذا شعر الإنسان بضرر أو بلاء، ينبغي له أن يلجأ إلى الله بالتوبة والاستغفار. يعلم أن الله هو الذي يضر ويعاقب، ولكن في الوقت نفسه هو الذي يرحم ويغفر. من خلال التوبة والرجوع إلى الله، يمكن للإنسان أن يزيل أثر الضرر ويتوجه إلى الله برحمة ومغفرة.

  3. الاستفادة من الأوقات الصعبة
    عندما يمر الإنسان بفترة من الضرر أو الأذى، ينبغي أن يرى هذا كفرصة للتعلم والتطور. هذه اللحظات قد تكون محطات لتحسين الذات، وزيادة في الإيمان، والتوبة إلى الله.

  4. الثقة بأن الله لا يضر عباده عبثًا
    أحد أهم الدروس التي يمكننا تعلمها من اسم “الضار” هو أن الله لا يضر عباده بدون مصلحة. حتى إذا شعرنا أن هناك أذى، فإننا نثق أن الله له حكمته في ذلك. قد يكون في الضرر خير لنا لا نعلمه في الوقت الحالي.

خاتمة

اسم الله “الضار” يذكرنا بأن الله هو الذي يقدر على الإضرار بكل شيء في الكون. هو الذي يمكنه أن يضرَّ الإنسان ليعلمه، ليؤدبه، أو ليختبره. بينما الضرر قد يكون مؤلمًا في بعض الأحيان، إلا أنه لا يحدث إلا لحكمة عظيمة من الله. يجب أن نعلم أن الله هو الرحيم أيضًا، والضار في وقت ما قد يكون في النهاية مصلحة لنا.

كما ينبغي على المسلم أن يعلم أن التضرع والدعاء إلى الله في الأوقات الصعبة هو طريق للخلاص. الضار هو الذي يملك مقاليد الأمور، ولكننا نثق في أن حكمته ورحمته تسبق كل شيء.