, -

الرافع

تسبيح نت عالم من الإيمانيات

اسم الله الرافع: عزة المؤمنين ورفعتهم برحمة الله

من بين أسماء الله الحسنى التي تبين عظمة الله وقدرته، يأتي اسم “الرافع” ليجسد صفته في رفع المكانة، ورفع القلوب، ورفع درجات المؤمنين في الدنيا والآخرة. اسم “الرافع” يحمل معاني عظيمة تشير إلى عناية الله الخاصة في تفضيله لبعض عباده ورفعهم، سواء في حياتهم أو في مقامهم عنده سبحانه.

معنى اسم الله الرافع

اسم “الرافع” في اللغة يأتي من الجذر “رفع”، الذي يعني الرفعة والعلو والرفع إلى أعلى. في سياق الله سبحانه وتعالى، فإن “الرافع” يعني الذي يرفع من يشاء من عباده، ويرتقي بهم إلى أعلى الدرجات. الله تعالى يرفع المؤمنين من حيث لا يحتسبون، يرفعهم في الدنيا بالبركة والنجاح، وفي الآخرة بالدرجة العالية في الجنة. وهو الذي يرفع المحسنين والمجاهدين في سبيله، ويرتقي بهم إلى أعلى المقامات بفضل رحمته وكرمه.

مظاهر رفع الله تعالى

  1. رفع مقام المؤمنين:
    في الدنيا، قد يُرفع المؤمن في الدنيا من خلال العلم، والمال، والبركة في الأعمال. وقد يأتي هذا الرفع بعد صبر طويل واحتساب لله، كما قال الله تعالى:
    “يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ” [المجادلة: 11].

  2. رفع الدرجات في الآخرة:
    أما في الآخرة، فإن الله سبحانه وتعالى يرفع المؤمنين درجات عظيمة، خاصة الذين صبروا واحتسبوا أعمالهم لله. وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:
    “إِنَّ اللَّهَ رَفَعَ إِبْنَ عُمَرَ فِي الدَّرَجَاتِ”، في إشارة إلى أن الله يرفع مكانة المؤمنين بدرجات لم يتخيلها أحد.

  3. رفع القلب بالطمأنينة:
    الله يرفع قلوب المؤمنين بطمأنينة لا تساويها أي راحة أخرى. فالذي يثق بالله ويرتبط به دائمًا يرى قلبه في سكينة وراحة حتى في أوقات الشدائد.

  4. رفع المحسنين من أهل الجنة:
    أسمى رفع يمكن أن يمنحه الله لعباده هو الرفع إلى الجنة، حيث يرفع المؤمنين إلى أعلى درجات الجنة بسبب إخلاصهم في العبادة وطاعتهم لله.

العلاقة بين “الرافع” و”الخافض”

اسم “الرافع” يرتبط ارتباطًا وثيقًا باسم “الخافض”. بينما “الخافض” يعني الذي يخفض من يشاء ويذل الجبابرة والطغاة، فإن “الرافع” هو الذي يرفع المؤمنين المتواضعين ويعليهم درجات. يظهر هذا التوازن بين الرفع والخفض في القرآن الكريم في قوله تعالى:
“إِنَّ اللَّـهَ يَرْفَعُ مَن يَشَاءُ وَيُخْفِضُ مَن يَشَاءُ” [الفتح: 16]. في هذا التوازن نرى عظمة الله وحكمته في تدبير شؤون الخلق.

كيف نتعبد لله باسمه “الرافع”؟

  • التواضع لله:
    من خلال الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجب أن نتذكر أن الله هو الذي يرفع من يشاء، فلا نطمع في الرفعة إلا بفضل الله ورحمته. نعمل بالأسباب مع التوكل على الله.

  • العمل الصالح:
    لنرفع في الدنيا والآخرة، علينا أن نحرص على العمل الصالح، فإن الله تعالى يرفع العمل الصالح عنده، كما قال:
    “إِنَّ أَحْسَنَ مَا تَرَكْتُمْ وَفِي حَيَاتِكُمْ فِي مِثْلِهِ رَفَعَكُمْ”.

  • التقوى والإحسان:
    السعي في تقوى الله وإحسان العمل هو مفتاح الرفعة، قال تعالى:
    “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ” [الحجرات: 13].

خاتمة

إن اسم الله “الرافع” يحمل في طياته معاني العزة والكرامة، ويُظهر كيف أن الله تعالى يرفع من يشاء إلى أعلى الدرجات، سواء في الدنيا أو في الآخرة. وبهذا الاسم نتعلم أن الرفعة بيد الله وحده، وأننا إذا سعينا في مرضاته، فإنه سيرفعنا بما لا نتوقع. فلنرفع أيدينا إلى الله سائلين إياه أن يرفعنا في الدنيا والآخرة، وأن يكرمنا بالرفعة في جنة عرضها السماوات والأرض.