, -

الخافض

تسبيح نت عالم من الإيمانيات

اسم الله الخافض: العزة في خفض الجبارين ورفع المتواضعين

من أسماء الله الحسنى التي تعكس قدرة الله التامة وعظمته هو اسم “الخافض”. هذا الاسم يعبر عن صفة من صفات الله الكاملة التي تدل على تخفيضه وتخويفه لمن يشاء، في الوقت الذي يرفع فيه من يشاء. وقد جاء ذكر اسم “الخافض” في القرآن الكريم في سياقات متعددة، ليظهر عظمة الله في تدبير شؤون الخلق، وإظهار قُدرته على تغيير الموازين بحكمته ورحمته.

معنى اسم الله الخافض

“الخافض” في اللغة العربية مأخوذ من الجذر “خفض”، ويعني التخفيف أو الانخفاض. في حق الله تعالى، فإن “الخافض” هو الذي يخفض الجبابرة والطغاة، ويُذلّهم في الدنيا والآخرة، ويخفض كل شيء دون أن يُمكن أحدًا من التحدي أو التمرد عليه. هو القادر على تغيير أوضاع الناس وأحوالهم وفقًا لحكمته، سواء في الدنيا أو في الآخرة.

مظاهر خفض الله تعالى

  1. خفض الطغاة والجبابرة:
    قال الله تعالى في القرآن:
    “إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ” [المطففين: 10].
    يفضح الله الطغاة والمستكبرين في الأرض، فحتى لو امتلكوا السلطة والمال، فإنهم في لحظة قد يصبحون أذلاء، وهو ما يعبّر عنه اسم “الخافض”.

  2. خفض القلوب:
    الله سبحانه وتعالى يخفض قلوب عباده بالذل أحيانًا، ليدفعهم إلى التوبة والرجوع إليه. هذا التخفيض قد يكون نتيجة للظروف أو الفتن التي يمر بها الإنسان ليشعر بحاجته لله، ويسعى للتقرب إليه.

  3. خفض المكانة الاجتماعية:
    من مظاهر الخفض أيضًا أن الله قد يرفع الإنسان في يوم ما، ويخفضه في يوم آخر. قد يُرفع الإنسان لسبب من الأسباب، ولكن قد يمر بتغييرات أو أحداث تؤدي إلى خفض مكانته.

  4. خفض العقوبة في الآخرة:
    ومن مظاهر “الخافض” أيضاً أنه قد يخفف العقوبات في الآخرة عن عباده الذين خضعوا لله في الدنيا، وجاءوا بتوبة صادقة.

العلاقة بين “الخافض” و”الرافع”

اسم “الخافض” يرتبط ارتباطًا وثيقًا باسم “الرافع”، فالله تعالى هو الذي يرفع من يشاء ويخفض من يشاء. في التوازن بين الخفض والرفع تظهر حكمة الله الكاملة في كيفية تدبيره للأمور، حيث يُخفض المتكبرين ليظهر الحق، ويرفع المتواضعين ليظهر تواضعهم.

كيف نتعبد لله باسمه “الخافض”؟

  • التواضع:
    يجب أن نتذكر أن الله هو الخافض الذي يرفع ويخفض من يشاء، لذا يجب أن نتجنب التفاخر والتكبر على الآخرين. فالتواضع هو أحد مفاتيح الرضا من الله.

  • الدعاء بالتخفيف:
    عندما نواجه صعوبات الحياة أو نحس بالضيق، ينبغي لنا أن ندعو الله تعالى باسم “الخافض” ليخفض عنا الهموم، ويفتح لنا أبواب الفرج.

  • الاستغفار والتوبة:
    التوبة تعتبر أحد طرق الخضوع لله تعالى، وقد تكون سببًا في رفع البلاء الذي قد خفض الإنسان بسبب معاصيه.

خاتمة

إن اسم الله “الخافض” يعكس قدرة الله العظيمة على تغيير أوضاع البشر في لحظة، فهو يرفع من يشاء ويخفض من يشاء، ويُذل الجبابرة والطغاة، ويُعلي المتواضعين. هذا الاسم يمنح المؤمنين الطمأنينة والسكينة في أن الله تعالى يحكم ويُدبر أمور الخلق بحكمة لا تُدرك. فلنتذكر دائمًا أن الخضوع لله هو السبيل الحقيقي للرفعة، وأنه لا عزة إلا بتواضع.