اسم الله “الحي” – الحي الذي لا يموت
من أسماء الله الحسنى التي تبث الطمأنينة في قلب المؤمن وتزرع فيه السكينة والثقة اسم “الحي”، وهو اسمٌ عظيم يدل على الكمال المطلق في حياة الله عز وجل، حياة تليق بجلاله لا يشوبها نقص، ولا يعتريها فناء، ولا يشملها نوم أو موت.
معنى اسم الله “الحي”
“الحي” هو الذي له الحياة الكاملة التامة التي لم تُسبق بعدم، ولا يلحقها زوال، ولا يعتريها نقص. فالله سبحانه وتعالى حي لا يموت، قائم بنفسه، غني عن خلقه، لا يحتاج لأحد، وكل الخلائق تحتاج إليه في كل لحظة.
قال الله تعالى:
“اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ” [البقرة: 255]
وقال أيضًا:
“وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ” [الفرقان: 58].
الفرق بين حياة الله وحياة المخلوق
-
حياة الله أزلية وأبدية، لم تُسبق بعدم، ولا يلحقها فناء.
-
حياة البشر مؤقتة، تبدأ بولادة وتنتهي بموت.
-
حياة الله كاملة بلا نقص، فلا نوم ولا سُبات ولا مرض.
-
حياة البشر ناقصة، تتأثر بالتعب والضعف والعجز.
الله هو “الحي” الذي لا يغيب عن شؤون خلقه، يعلم كل شيء، ويدبر الكون كله، ولا يعجزه شيء.
دلائل اسم “الحي” في القرآن الكريم
اسم “الحي” ورد مقرونًا باسم “القيوم” في أعظم آية في القرآن:
آية الكرسي، والتي تبدأ بقوله تعالى:
“اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ” [البقرة: 255].
كما ورد في دعاء الأنبياء، حيث كان النبي ﷺ يقول إذا أصابه هم:
“يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث”.
أثر الإيمان باسم “الحي” في حياة المسلم
-
الاعتماد الكامل على الله وحده
لأن الله حي لا يموت، فهو الحي القيوم الذي لا يغفل ولا ينام، فتوكل عليه وألجأ إليه في كل وقت. -
الثقة بأن الله يسمع ويرى ويستجيب
ما دام الله حيًّا، فهو قريب من عباده، يسمع دعاءهم ويعلم حاجاتهم ويقدر على قضاء حوائجهم. -
الطمأنينة في أوقات الأزمات
الإيمان بأن الله الحي القائم على أمر خلقه يُشعرك بالسكينة، فكل شيء يجري بعلمه وحكمته وقدرته. -
المداومة على الذكر والدعاء بهذا الاسم
فقد ورد عن النبي ﷺ دعاؤه بـ “يا حي يا قيوم”، لما لهذا الاسم من تأثير قوي في تقوية الصلة بالله.
خاتمة
اسم الله “الحي” من الأسماء التي تُدخل النور إلى القلب، وتغرس الثقة واليقين بالله، الحي الذي لا يموت، القريب من عباده، المتكفل برزقهم وتدبير حياتهم. فتذكّر دومًا أن من يرزقك ويرعاك ويعلم بحالك هو الحي الذي لا يعتريه ضعف ولا غفلة، فثبّت قلبك عليه وعلّق أملك به، وتوكّل عليه في كل أمر من أمور حياتك.