, -

الباسط

تسبيح نت عالم من الإيمانيات

اسم الله الباسط: مصدر الفرج والعطاء من رب الأرض والسماء

من أسماء الله الحسنى التي تبث الطمأنينة في القلوب وتفتح أبواب الرجاء هو اسم “الباسط”. يُذكر هذا الاسم عادةً مقرونًا باسم “القابض”، ليظهر توازن عدل الله ورحمته. فكما أن الله يقبض لحكمة، فهو يبسط برحمته وجوده، يرزق من يشاء، ويوسّع على من يشاء، ويجبر القلوب المنكسرة بعطائه الكريم.

معنى اسم الله الباسط

“الباسط” في اللغة مأخوذ من “بسط”، ويعني التوسيع والامتداد. وفي حق الله عز وجل، فمعناه: الذي يبسط الرزق والنِّعَم والرحمة والفرج لعباده، ويمنحهم ما يشاء في الوقت الذي يشاء، دون حساب أو عوائق. كما يبسط الله عز وجل يده بالتوبة لمن عصاه، ويبسط رحمته لتشمل الصالح والطالح، المؤمن والكافر.

صور من بسط الله تعالى

  1. بسط الرزق:
    قال الله تعالى:
    ﴿ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ﴾ [الرعد: 26].
    فالرزق من الله، وهو الذي يوسع على عباده تارة، ويُضيق عليهم تارة لحكمة يعلمها وحده. وقد يكون بسط الرزق نعمة، وقد يكون فتنة.

  2. بسط الرحمة:
    من أعظم صور بسط الله، رحمته التي وسعت كل شيء. قال تعالى:
    ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156].
    فكم من عبد غارق في الذنوب، رجع إلى الله فوجد أبواب الرحمة مفتوحة له على مصراعيها!

  3. بسط اليدين للتوبة:
    جاء في الحديث الصحيح:
    “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل…”
    وهذا يدل على رحمة الله العظيمة واستعداده الدائم لقبول عباده مهما كثرت ذنوبهم.

  4. بسط القلب بالطمأنينة:
    من بسط الله لعبده أن يرزقه انشراح الصدر، وراحة البال، وطمأنينة في أوقات الكرب، وهي من أعظم النعم.

العلاقة بين “الباسط” و”القابض”

في كل قبض بسط، وفي كل بسطٍ احتمال للقبض، وهذا من كمال صفات الله عز وجل. الله يقبض بحكمة، ويبسط برحمة. وقد تمر بالعبد لحظات ضيق، ثم يُفاجَأ بفرج لم يكن في الحسبان، لأنه توجّه إلى “الباسط”، فكان العطاء أكثر مما يرجو.

كيف نتعبد لله باسمه “الباسط”؟

  • كثرة الدعاء: إذا ضاق الحال، فلنطلب من الباسط أن يوسع علينا في الرزق والفرج والرحمة.

  • الرضا بعطائه: ما دام الله هو الباسط، فكل ما يصل إلينا من خير هو بفضله، فعلينا أن نرضى ونشكر.

  • التوسعة على الآخرين: لنتخلّق بأثر اسم الله الباسط، فنوسع على الفقراء والمحتاجين، وننشر الفرح في القلوب.

خاتمة

إن اسم الله “الباسط” يحمل في طيّاته الأمل، ويزرع الرجاء في نفوس المؤمنين. هو الاسم الذي نحتاجه في كل ضيق، نلجأ إليه بثقة ويقين، فنرى أثره في حياتنا يوماً بعد يوم. فلنرفع أيدينا إلى الباسط، ونسأله من فضله الواسع، فإن خزائنه لا تنفد، ورحمته لا حدود لها.