المحصي

المحصي

أسماء الله الحسنى

اسم الله المحصي: الإحاطة الشاملة بكل شيء

من أسماء الله الحسنى التي تدل على كمال علمه وإحاطته الشاملة بكل مخلوقاته هو اسم “المحصي”. الله سبحانه وتعالى هو الذي أحاط علمه بكل شيء، لا يغيب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء. في هذا المقال، نستعرض معنى اسم الله “المحصي”، دلائله في القرآن الكريم، وكيفية أثر الإيمان بهذا الاسم على حياتنا اليومية.

معنى اسم الله المحصي

في اللغة العربية، كلمة “المحصي” مشتقة من الحصر والعد. والمقصود باسم الله “المحصي” أنه سبحانه وتعالى العالم بجميع الأشياء علمًا شاملًا دقيقًا، وهو الذي يحصي الخلق وعدد أنفاسهم وأعمالهم وأعمارهم. لا يغيب عنه شيء مهما دق أو عظم، ولا يحتاج سبحانه إلى معين أو مذكر، فكل شيء محفوظ بعلمه وإحصائه.

قال الله تعالى:
“لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا” [مريم: 94].

دلائل اسم الله المحصي في القرآن والسنة

يذكر القرآن الكريم أن الله محيط بكل شيء علمًا وعدًّا، فالله يعلم عدد كل مخلوق وعدد ذرات الكون، ويعلم ما نخفيه في صدورنا وما نعلنه. ومن أبرز الآيات التي تشير إلى هذا المعنى:

  • “وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ” [يس: 12].

  • “إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ” [النجم: 32].

في السنة النبوية، جاء التعبير عن علم الله المحيط والدقيق حين وصف النبي صلى الله عليه وسلم ربَّه بقوله: “اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا”، إشارة إلى أن الله لا يغيب عنه شيء.

أثر الإيمان باسم الله المحصي على حياة المسلم

  1. الخشية والمراقبة:
    الإيمان بأن الله المحصي يراقب كل أفعالنا ويعلم عدد حسناتنا وسيئاتنا يجعل المسلم أكثر حرصًا على طاعة الله وترك المعاصي، لأنه يعلم أن كل صغيرة وكبيرة محفوظة لديه.

  2. الاطمئنان إلى عدل الله:
    عندما يدرك المؤمن أن الله يحصي كل شيء بدقة، يطمئن إلى أن حقوقه لن تضيع، وأن الله سيحاسب كل عبد بعدله ورحمته يوم القيامة.

  3. الحرص على الأعمال الصالحة:
    معرفة أن كل عمل صالح مهما كان صغيرًا لا يضيع عند الله يشجع المؤمن على الإكثار من الخير، ولو بالكلمة الطيبة أو الابتسامة، فالله المحصي لا يغفل عن شيء.

  4. الصبر على الابتلاءات:
    يدرك المؤمن أن الله عالم بكل ما يمر به من مشقة وصبر، وأنه أحصى دموعه وأناته، مما يعينه على الثبات واحتساب الأجر.

كيف نتعبد لله باسمه “المحصي”؟

  • المراقبة الدائمة:
    أن يكون المسلم دائم المراقبة لله في قوله وفعله، في السر والعلن.

  • محاسبة النفس:
    بمراجعة الأعمال بشكل يومي، محاولين أن تكون أعمالنا خالصة لوجه الله الكريم، متذكرين أن الله لا ينسى شيئًا.

  • الإكثار من الاستغفار:
    لأن الله يعلم ذنوبنا كلها ويحصيها، فالإكثار من الاستغفار يمحو السيئات ويزيد الحسنات.

خاتمة

اسم الله “المحصي” يعلّمنا أن لا شيء يخفى عن علم الله، وأن كل نفس وأثر محفوظ لديه سبحانه. الإيمان بهذا الاسم يدفع المسلم إلى تقوى الله ومراقبته، ويملأ قلبه بالطمأنينة والثقة بعدل الله وحكمته. فلنحرص على أن تكون أعمالنا في الدنيا مما يسعدنا عند لقائه، إنه هو المحصي العليم الحكيم.