المميت

المميت

أسماء الله الحسنى

اسم الله “المميت”: القادر على إنهاء الحياة بحكمته وعدله

من بين أسماء الله الحسنى التي تُثير في النفس الخشوع والتأمل اسم “المميت”، وهو الاسم الذي يُذكرنا بحقيقة الحياة ونهايتها، ويُرشدنا إلى عظمة الله وقدرته الكاملة في تدبير خلقه. فكما أن الله هو “المحيي” الذي يهب الحياة، فهو أيضًا “المميت” الذي يقدر الموت متى شاء، وبما شاء، وكيف شاء.

معنى اسم الله “المميت”

“المميت” في اللغة مأخوذ من الفعل “أمات”، أي أزال الحياة عن الشيء. واسم الله “المميت” يعني: الذي يميت الأحياء بإرادته ومشيئته وحده، في الوقت الذي يقدّره، وبالطريقة التي يختارها، ولا أحد سواه يستطيع أن يُنهي حياة مخلوق إلا بإذنه.

قال الله تعالى:
“الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا” [الملك: 2].

دلائل اسم “المميت” في القرآن الكريم

ورد ذكر الموت في كثير من الآيات كإشارة مباشرة إلى قدرة الله سبحانه. من أبرزها:

  • “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ” [آل عمران: 185]، وهي قاعدة ربانية لا استثناء فيها.

  • “اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا” [الزمر: 42]، دليل على أن الموت ليس عشوائيًا، بل يتم بتقدير إلهي محكم.

حكمته في الإحياء والإماتة

الله لا يُميت عباده عبثًا، بل بحكمة وعدل ورحمة. فالموت نهاية لمرحلة وبداية لأخرى، وهو انتقال من دار الفناء إلى دار البقاء. وهو باب للقاء الله، وموعد للعدل الإلهي المطلق.

أثر الإيمان باسم “المميت” في حياة المسلم

  1. اليقين بأن الموت حق لا مفر منه
    الإيمان باسم “المميت” يربط قلب المسلم بالآخرة، ويجعله دائم الاستعداد للقاء ربه بالأعمال الصالحة والتوبة.

  2. السكينة عند فقد الأحبة
    عندما يعرف الإنسان أن الله هو الذي أمات بعلمه وحكمته، فإنه يُسلم أمره لله ويحتسب، ويطمئن أن كل شيء بميزان.

  3. الخشية من الذنوب
    لأن الموت قد يأتي في أي لحظة، فالإيمان باسم “المميت” يجعل المسلم حذرًا من الغفلة، حريصًا على طاعة ربه.

  4. الإيمان بالبعث بعد الموت
    إذا كان الله قد أمات، فهو قادر أن يحيي. وهذا يُثبّت الإيمان باليوم الآخر والوقوف للحساب بين يدي الله.

الموت ليس النهاية

على الرغم من رهبة اسم “المميت”، إلا أن المؤمن لا يخشاه بشكل سلبي، بل يتعامل معه كمرحلة لا بد منها، وسُنة من سنن الله في الكون. فالموت هو الباب نحو اللقاء مع الله، وهو انتقال إلى حياة أبدية، إمّا نعيم لا ينقطع، أو عذاب لمن أعرض.

خاتمة

اسم الله “المميت” يضع أمام أعيننا حقيقة لا مفر منها، ويذكرنا أن الحياة أمانة، والموت قادم لا محالة. فعندما نؤمن أن الله وحده هو المميت، نزداد خضوعًا له، ونسير في حياتنا بحذر وحكمة، راجين أن يكون موتنا انتقالًا إلى رضوانه وجنته.