المعيد

المعيد

أسماء الله الحسنى

اسم الله “المُعيد”: الذي يعيد الخلق بعد الموت

من الأسماء الحسنى التي تملأ القلب يقينًا، وتوقظ في النفس وعي الآخرة وصدق التوكل، اسم الله “المُعيد”. إنه الاسم الذي يحمل في معناه وعدًا بالرجوع، وبيانًا لقدرة الله المطلقة على إعادة الخلق كما بدأه أول مرة. في هذا المقال، نستعرض معنى اسم “المعيد”، وأثره في العقيدة، وفي حياة الإنسان اليومية.

معنى اسم الله “المُعيد”

اسم “المُعيد” مأخوذ من الفعل “أعاد” أي رجّع الشيء إلى حالته أو مكانه أو وجوده بعد أن فقده. فالله تعالى هو المعيد الذي يُعيد الخلق بعد فنائهم، ويُعيد الأجساد بعد أن تفرقت، ويُعيد الأموات إلى الحياة للحساب والجزاء.

قال تعالى:
“كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ” [الأنبياء: 104].

فكما بدأ الله خلق الإنسان من تراب، يعيده مرة أخرى بعد الموت بنفس القدرة والعلم.

دلائل اسم الله “المعيد” في القرآن الكريم

  1. إعادة الخلق يوم القيامة:
    كثير من الآيات تؤكد أن الله يعيد الخلق بعد الموت، ومنها:
    “إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ” [البروج: 13].

  2. الرد على منكري البعث:
    كان المشركون يشكون في البعث، فجاء اسم “المعيد” ليؤكد أن إعادة الخلق ليست أعظم من بدئه.
    قال تعالى:
    “وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ” [الروم: 27].

  3. رحمة الله في الإعادة:
    الله لا يُعيد فقط الأجساد للحساب، بل يُعيد الفرص لعباده، ويُعيد التائبين إلى طريق الهداية.

أثر الإيمان باسم الله “المعيد” في حياتنا

  1. تعميق الإيمان بالبعث والآخرة:
    اسم “المعيد” يعمق في النفس يقينًا بأن هذه الحياة ليست نهاية، وأن هناك حسابًا وجزاءً، فيدفع الإنسان للعمل الصالح وترك المعاصي.

  2. الرجاء في العودة والتوبة:
    الله لا يُعيد الأجساد فقط، بل يُعيد التائبين إليه مهما ضلّوا، ويُعيد للقلوب نورها بعد الغفلة.

  3. الثقة في عدل الله وحكمته:
    الإيمان بأن الله سيُعيد كل شيء إلى نصابه، ويُعيد الحقوق إلى أهلها، يمنح النفس راحة وثقة بعدل الله في الدنيا والآخرة.

العلاقة بين اسم “المعيد” وبقية الأسماء

يأتي اسم “المعيد” مكملًا لاسم “المُبدئ”، فالذي بدأ الخلق هو وحده القادر على إعادته. كما يتناسق مع أسماء مثل: “الحي” و**”القدير”** و**”الحكيم”**، لأنها تؤكد قدرة الله على الخلق والإحياء والمجازاة بعد الموت.

خاتمة

اسم الله “المعيد” يذكّرنا دومًا بحقيقة الموت والبعث، ويحرّك فينا مشاعر الخشية والرجاء، والعودة الصادقة إلى الله. فلنحيا بإيمان بأن هذه الدنيا مرحلة مؤقتة، وأن الله الذي أعطانا الحياة أول مرة، قادر على أن يعيدنا لحياة أخرى نحصد فيها ما زرعنا.