المبدئ

المبدئ

أسماء الله الحسنى

اسم الله المُبدئ: الخالق الذي بدأ كل شيء من عدم

من أسماء الله الحسنى العظيمة التي تحمل في طياتها معاني الخلق والتدبير اسم “المُبدئ”. فهو سبحانه وتعالى الذي بدأ الخلق من العدم، وأوجد كل شيء بكلمته، دون أن يسبقه مثال أو يحتاج إلى معين. في هذا المقال، سنتأمل في معاني اسم الله “المُبدئ”، وأثر الإيمان به في حياة الإنسان، ودلالاته في القرآن الكريم.

معنى اسم الله المُبدئ

اسم الله “المُبدئ” مأخوذ من الفعل “أبدأ” أي بدأ الشيء، وأوجده لأول مرة. و”المُبدئ” هو الذي بدأ الخلق وأوجده من لا شيء، وأنشأه على غير مثال سابق. وهذا الإبداع من الله يدل على كمال قدرته، وعظيم علمه، وسعة ملكه.

قال الله تعالى:
“إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ” [البروج: 13].

فالله هو الذي بدأ الخلق، ثم يُعيده يوم القيامة للحساب والجزاء.

دلالات اسم الله المُبدئ

  1. خلق السماوات والأرض:
    كل ما في الكون من مجرات ونجوم وكواكب وأرض وبحار وجبال خلقه الله المُبدئ من العدم. لم يكن هناك شيء، فقال له: “كن” فكان. وهذه القدرة دليل على تفرده بالربوبية والألوهية.

  2. بداية خلق الإنسان:
    الله هو الذي خلق آدم عليه السلام من تراب، وبدأ نسله من نطفة، ثم سواه ونفخ فيه من روحه. قال تعالى:
    “هُوَ الَّذِي يُبْدِئُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ” [يونس: 4].

  3. ابتداء كل لحظة وقدر:
    الله هو الذي يبدأ كل لحظة في حياتك، من حركة قلبك، إلى رزقك، إلى فرصك، إلى ما يأتيك من خير أو ابتلاء. كل ذلك من بَدء الله وتقديره.

أثر الإيمان باسم الله المُبدئ في حياتنا

  1. الثقة في البداية الجديدة:
    الإيمان بأن الله هو المُبدئ يمنحك القوة لتبدأ من جديد بعد كل سقوط أو فشل. فالله الذي بدأ خلقك ووهبك العقل والقوة، قادر على أن يمنحك بداية جديدة في الرزق أو الهداية أو النجاح.

  2. الإحساس بفضل الله:
    كل ما تملكه من نعم، مهما كانت بسيطة، هو من المُبدئ الذي أعطاك من غير أن تسأله. هذا الفهم يغرس فيك الشكر، والامتنان، وعدم الغرور.

  3. الاستعداد للآخرة:
    من يُبدئ الخلق، هو نفسه من يُعيده يوم القيامة. الإيمان باسم “المُبدئ” يوقظ في قلبك شعور المحاسبة والاستعداد ليوم البعث.

“المُبدئ” في ضوء بقية الأسماء الحسنى

يتكامل اسم “المُبدئ” مع اسمه “المعيد”، فهما يصفان قدرتين إلهيتين عظيمتين: البدء والإعادة. كما يرتبط بـ”الخالق”، “البارئ”، و”المصور”، ليكتمل وصف الله كمنشئ كل شيء بإبداع وإتقان.

خاتمة

اسم الله “المُبدئ” يفتح أمام الإنسان أبواب التأمل في عظمة الخلق، ويغرس في قلبه الأمل بأن لكل نهاية بداية جديدة يهبها الله لعباده. فلنتقرب إلى الله بهذا الاسم، ونتوكل عليه في كل بداياتنا، فهو الذي يُبدئ ويعيد، وهو على كل شيء قدير.