اليوم سنتحدث عن نبي الله اسماعيل عليه السلام واهم ما ورد عنه من أدعية في هذا المقال الذي لا يوفيه حقه ولكن سنسلط الضوء عن حياته وادعيته وصفاته لنقتدي بها فهيا بنا
سيدنا إسماعيل عليه السلام هو أحد أبناء النبي إبراهيم عليه السلام، وأحد الأنبياء الذين اصطفاهم الله عز وجل لحمل الرسالة. وقد ارتبط اسمه في وجدان المسلمين بـ الصبر، الطاعة، والذبح العظيم.
قصة إسماعيل عليه السلام مليئة بالإيمان والتضحية والرضا بقضاء الله، وهي حكاية تُروى للأجيال لما فيها من دروس عظيمة.
✅ نسب سيدنا إسماعيل عليه السلام
هو: إسماعيل بن إبراهيم بن تارح (آزر).
أمه: هاجر المصرية، وكانت جارية لسارة زوجة إبراهيم عليه السلام.
وُلد في أرض كنعان (فلسطين)، ثم أُخذ إلى مكة بأمر من الله.
✅ أولًا: ولادة إسماعيل وأمر الله لإبراهيم بتركه في مكة
عندما بلغ إبراهيم عليه السلام سنًّا متقدمة ولم يُرزق بولد، دعا ربه، فجاءه الولد من هاجر، وسماه إسماعيل، أي “سمع الله”، استجابةً لدعائه.
قال تعالى:
﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ • فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ﴾
(الصافات: 100-101)
ثم أمر الله إبراهيم أن يأخذ هاجر وإسماعيل وهو رضيع ويتركهما في وادٍ غير ذي زرع، هو وادي مكة المكرمة، تنفيذًا لأمر الله.
قال تعالى على لسان إبراهيم:
﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ﴾
(إبراهيم: 37)
🔹 العبرة:
الطاعة التامة لله حتى لو تعارضت مع عاطفة الأبوة.
يقين إبراهيم وهاجر أن الله لن يُضيعهم.
✅ ثانيًا: تفجّر ماء زمزم
عندما نفد الطعام والماء، وسعت هاجر بين الصفا والمروة سبع مرات تبحث عن ماء لطفلها، فأرسل الله جبريل عليه السلام، فضرب الأرض بجناحه أو بكعبه، فنبع ماء زمزم المبارك.
قال ﷺ:
“فجعلت أم إسماعيل تحوِّط الماء، وتقول: زمّي زمّي، قال: فقال النبي ﷺ: يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت عينًا معينًا”
(رواه البخاري)
🔹 العبرة:
السعي مع التوكل سبب في نزول الفرج.
زمزم رمز للرحمة الإلهية والاستجابة.
✅ ثالثًا: بناء الكعبة بمشاركة إسماعيل
بعدما كبر إسماعيل، أمر الله إبراهيم أن يبني الكعبة، فشارك إسماعيل والده في البناء.
﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ﴾
(البقرة: 127)
وكانا يرددان أثناء العمل:
﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
(البقرة: 127)
✨ من أدعيتهما المشتركة:
﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ﴾
﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا﴾
﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ﴾ (البقرة: 128–129)
🔹 العبرة:
التواضع رغم عظم المهمة.
أهمية الدعاء في كل عمل صالح.
✅ رابعًا: رؤيا الذبح والامتثال لأمر الله
جاء الابتلاء الأعظم، عندما رأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه إسماعيل، ورؤيا الأنبياء وحيٌ. فاستشار ابنه.
﴿يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ﴾
فأجابه إسماعيل عليه السلام بلسان الطاعة الكاملة:
﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾
(الصافات: 102)
فلما استسلما، فداه الله بذِبحٍ عظيم.
🔹 العبرة:
إسماعيل مثال للولد المطيع الصابر.
الطاعة المطلقة لأوامر الله، ولو على حساب النفس.
التضحية في سبيل الله لها أعظم الجزاء.
✅ خامسًا: صفاته وأخلاقه
قال الله تعالى:
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا﴾
(مريم: 54)
🌟 من صفاته:
صادق الوعد
بارّ بوالديه
صابر
متواضع
داعٍ إلى الله
صاحب رسالة
✅ أبرز الأدعية المرتبطة بسيدنا إسماعيل
دعاء بناء الكعبة:
﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا﴾
﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ﴾
(البقرة: 127–128)كلمة الطاعة عند الذبح:
﴿سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾
(الصافات: 102)دعاء الوالدين له بالنسل الصالح:
“رب هب لي من الصالحين” (الصافات: 100)
✅ وفاته ومكان دفنه
يُروى أن إسماعيل عليه السلام عُيِّن نبيًا في مكة، وكان داعيًا إلى التوحيد.
تزوج من قبيلة جرهم، وله اثنا عشر ولدًا، وهم أصل العرب المستعربة.
يُعتقد أن قبره بجوار الكعبة المشرفة، قرب حِجر إسماعيل.
✅ الدروس والعبر من قصة سيدنا إسماعيل
الرضا بقضاء الله مهما بلغ البلاء
الطاعة الكاملة للأوامر الإلهية
مكانة الدعاء في حياة الأنبياء
دور الأب في غرس الإيمان في قلب الأبناء
فضل الصبر واليقين عند الشدائد
العمل المشترك بين الآباء والأبناء في الطاعة
📚 المصادر والمراجع
القرآن الكريم
سور: البقرة، إبراهيم، مريم، الصافات
صحيح البخاري
باب قصة هاجر وزمزم، حديث رقم 3364
تفسير ابن كثير
تفسير الآيات المتعلقة بإسماعيل عليه السلام
الطبري، جامع البيان
تفسير سورة البقرة والصافات
قصص الأنبياء – ابن كثير
زاد المعاد – ابن القيم الجوزية
الدر المنثور في التفسير بالمأثور – السيوطي