, -

كنوز عظيمة غفل عنها كثيرون

المدونة

اجعل القرآن رفيق حياتك

نصيحة من القلب… قد تغيّر مسار حياتك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

إذا وصلت إلى هذه الكلمات، فأبشر، فلعل الله أراد بك خيرًا. خذ دقائق معدودة من وقتك لقراءة هذا المقال، ففيه نصيحة صادقة قد تكون سببًا في بركة وقتك، وسكينة قلبك، وسعادة دنياك وآخرتك، بإذن الله.


أولًا: اجعل القرآن جزءًا من يومك

القرآن الكريم ليس فقط كتابًا نقرأه في المناسبات أو رمضان. بل هو نور لحياتك، وشفاء لقلبك، وسبب بركة في وقتك وعملك. اقرأه بانتظام، من المصحف أو مما تحفظ، واستمع إليه متى استطعت:

  • في السيارة

  • أثناء المشي

  • أثناء العمل

  • قبل النوم

وستلاحظ الفرق بنفسك، بركة في الوقت، راحة في الصدر، وتيسير في الأمور.

قال تعالى:

﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ﴾ [ص: 29]


ثانيًا: تجارب الصالحين مع القرآن

  • قال أحد المفسرين:

    “اشتغلنا بالقرآن، فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا.”

  • وقال إبراهيم المقدسي لتلميذه الضياء:

    “أكثر من قراءة القرآن، فإن الله ييسر لك ما تطلبه بحسب ما تقرأ.”
    فرد الضياء: “جربت ذلك، فكلما قرأت أكثر، تيسر لي طلب العلم.”
    (سير أعلام النبلاء)

  • أحد السلف قال:

    “كلما زدتُ من وردي اليومي من القرآن، زادت بركة وقتي، حتى صار وردي عشرة أجزاء في اليوم.”


ثالثًا: القرآن يغذي العقل والروح

  • قال عبد الملك بن عمير:

    “أنقى الناس عقولًا هم قراء القرآن.”

  • وقال القرطبي:

    “من قرأ القرآن، مُتِّعَ بعقله، ولو بلغ مئة سنة.”

  • وقال ابن الجوزي:

    “القرآن يعالج أمراض القلوب كما يعالج العسل أمراض الأجساد.”

  • وقال ابن تيمية:

    “ما رأيت شيئًا يغذي العقل والروح ويحفظ الجسد ويضمن السعادة مثل التأمل في القرآن.”


رابعًا: استمع للقرآن… تُرحم

إذا لم تتهيأ للقراءة، فاستمع.
قال الله تعالى:

﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]

والنبي ﷺ كان يقول:

“إني أحب أن أسمعه من غيري.”
(رواه البخاري ومسلم)


خامسًا: القرآن شفاء ورحمة

﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: 82]

القرآن دواء للقلوب والهموم والضيق، جرب ذلك بنفسك.


سادسًا: شفاعة القرآن يوم القيامة

قال ﷺ:

“اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.”
(رواه مسلم)

كما في الحديث الصحيح:

“يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يُزاد حلة، ثم يُقال له: اقرأ وارق، ويُزاد بكل آية حسنة.”
(رواه الترمذي)


سابعًا: احذر من هجر القرآن

قال الله عن من أعرضوا عنه:

﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ، وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [الأنعام: 26]

الهجر الحقيقي للقرآن لا يكون فقط بترك التلاوة، بل أيضًا بالإعراض عن تدبره والعمل به.


ثامنًا: كن من أهل الله وخاصته

قال ﷺ:

“إن لله أهلين من الناس.”
قالوا: من هم؟
قال: “أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته.”
(رواه النسائي وصححه الألباني)

ولو لم تكن منهم، فاجتهد أن تقترب منهم، فهم القوم لا يشقى من جالسهم.


ختامًا: دعاء

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا، وشفيعًا لنا يوم نلقاك.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.

📌 المصادر:

  • القرآن الكريم

  • صحيح البخاري

  • صحيح مسلم

  • سنن الترمذي

  • سير أعلام النبلاء

  • تفسير القرطبي

  • صيد الخاطر لابن الجوزي

  • مجموع الفتاوى لابن تيمية

تدوينات ذات صلة

القرآن نزل من السماء لأجلك… فماذا فعلت لأجله؟

واجبنا تجاه القرآن الكريم: قراءة وتدبرًا وتطبيقًا مقدمة القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، أنزله على نبيه محمد ﷺ ليكون نورًا وهدًى للبشرية، يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط الله المستقيم. وقد عظم

خطبة الجمعة إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم

بسم الله الرحمن الرحيم  الخطبة الأولى: أما بعد: فاتقوا الله ـ عباد الله ـ حق التقوى، واستمسكوا بكتابه القويم وهدي رسوله الكريم في جميع شؤون حياتكم الخاصة والعامة، قولاً وعملاً واعتقادًا وفكرًا، فمن ابتغى الهدى في

شكوى النبي الكريم من هجر القرآن العظيم

هجر القرآن.. شكوى نبوية وتحذير لنا قال الله تعالى في كتابه الكريم:“وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا” [الفرقان: 30]. بهذه الآية يحكي الله تعالى شكوى نبيه محمد ﷺ، حين قال: “يا رب،