, -

تعزية المصاب في مجموعات الوتساب

المدونة

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

عندما يصاب عضو من مجموعة واتساب، فإن التعازي تكثر عليه فلا يميز من عزى من غيره، ويرسل ردًا على الجميع.

والتعزية سنة إجماعًا، فقد ثبتت عنه ﷺ من فعله، وثبتت عن الصحابة واستمر عليها عمل المسلمين، وصح عن عمرِو بنِ حزمٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ الله ﷺ: “ما من مُؤمنٍ يُعزِّي أخاه بمصيبةٍ إلَّا كَسَاه اللهُ من حُلَلِ الكرامةِ يومَ القيامةِ”. رواه ابن ماجه وحسَّنه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (1601).

ولأهمية أدب التعزية جمعت بعض النقولات في التعزية، تذكيرًا وتقريرًا:

أولًا: ليس في التعزية لفظ محدد.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: *ليس في التعزية شيء مؤقت [يعني: محدد]* انتهى من *الأم* (1/317).

وقال ابن قدامة رحمه الله: *لا نعلم في التعزية شيئًا محدودًا… * انتهى من *المغني* (2/212).

ثانيًا: بعض التعازي الثابتة عنه ﷺ عَزَّى النبي ﷺ ابنته بقوله: “إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ” رواه البخاري (1284)، ومسلم (923).

قال النووي:

فهذا الحديث من أعظم قواعد الإسلام، المشتملة على مهمات كثيرة من أصول الدين وفروعه والآداب والصبر على النوازل كلها والهموم والأسقام وغير ذلك من الأعراض، ومعنى: (أن لله تعالى ما أخذ)، أن العالم كله ملك لله تعالى، فلم يأخذ ما هو لكم، بل أخذ ما هو له عندكم في معنى العارية، ومعنى: (وله ما أعطى)، أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه، بل هو له سبحانه يفعل فيه ما يشاء، (وكل شيء عنده بأجل مسمى)، فلا تجزعوا، فإن من قبضه قد انقضى أجله المسمى فمحال تأخره أو تقدمه عنه، فإذا علمتم هذا كله، فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم . انتهى. *الأذكار* (ص/150).

قال الشيخ الألباني رحمه الله: *وهذه الصيغة من التعزية وإن وردت فيمن شارف الموت فالتعزية بها فيمن قد مات أولى بدلالة النص، ولهذا قال النووي في (الأذكار) وغيره: *وهذا الحديث أحسن ما يعزي به*. *أحكام الجنائز* (1/164).

وثبت عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ، عن أبيه، قال: “كانَ نبيُّ اللَّهِ ﷺ إذا جلَسَ يجلِسُ إليهِ نفرٌ من أصحابِهِ، وفيهم رجلٌ لَهُ ابنٌ صغيرٌ يأتيهِ من خلفِ ظَهْرِهِ، فيُقعدُهُ بينَ يديهِ، فَهَلَكَ فامتنعَ الرَّجلُ أن يحضُرَ الحلقةَ لذِكْرِ ابنِهِ، فحزنَ علَيهِ، ففقدَهُ النَّبيُّ ﷺ فقالَ: مالي لا أرى فلانًا؟ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، بُنَيُّهُ الَّذي رأيتَهُ هلَكَ، فلقيَهُ النَّبيُّ فسألَهُ عن بُنَيِّهِ، فأخبرَهُ أنَّهُ هلَكَ، فعزَّاهُ علَيهِ، ثمَّ قالَ: يا فلانُ، أيُّما كانَ أحبُّ إليكَ أن تُمتَّعَ بِهِ عمُرَكَ، أو لا تأتي غدًا إلى بابٍ من أبوابِ الجنَّةِ إلَّا وجدتَهُ قَد سبقَكَ إليهِ يفتَحُهُ لَكَ، قالَ: يا نبيَّ اللَّهِ، بل يَسبقُني إلى بابِ الجنَّةِ فيَفتحُها لي لَهوَ أحبُّ إليَّ، قالَ: فذاكَ لَكَ” رواه النسائي برقم 2087 وصححه الألباني.

ثالثًا: مقاصد التعزية

قال النووي رحمه الله: *واعلم أن التعزية هي التصبير، وذكر ما يسلي صاحب الميت، ويخفف حزنه، ويهون مصيبته، وهي مستحبة، فإنها مشتملة على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهي داخلة أيضا في قول الله تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى} (المائدة/2)، وهذا أحسن ما يستدل به في التعزية، وثبت في الصحيح أن رسول الله ﷺ قال: “والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه “. *الأذكار* (ص/148-149).

قال الشوكاني رحمه الله: *فكل ما يجلب للمصاب صبرًا يقال له: تعزية، بأي لفظ كان، ويحصل به للمعزي الأجر المذكور في الأحاديث* انتهى. *نيل الأوطار* (4/117).

رابعًا: قصد المصاب بالتعزية أولى من تعزية برسالة في مجموعة.

يؤخذ مما سبق استحباب قصد المصاب مباشرة بزيارته أو مهاتفته أو مراسلته، وأما الرسالة التي ترسل في مجموعات فغير مناسبة، ولا تحقق المقصود.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

تدوينات ذات صلة

دعاء الدخول والخروج من المنزل

✅ الذكر عند دخول المنزل: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَوْلَجِ، وَخَيْرَ المَخْرَجِ،بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا.”📖 رواه أبو داود، وله شواهد صحيحة في مسلم ✅ الذكر عند الخروج من البيت: “بِسْمِ

أذكار الأذان

يَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ إِلاَّ فِي ((حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَحَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ)) فَيقُولُ: ((لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ)).  يَقُولُ: ((وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،

دعاء الهم والحزن

((اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُــــلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي