, -

القرآن الكريم… دستور الحياة وشفاء الأرواح

المدونة

بسم الله الرحمن الرحيم
فضل تلاوة القرآن الكريم وأثره في حياة المسلم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فإن القرآن الكريم هو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو كتاب هداية ونور، ورحمة وشفاء، وبه تُنال الخيرات وتُغفر السيئات وتُرفع الدرجات. وقد حثّ الله سبحانه وتعالى عباده على تلاوته والعمل به، فقال في كتابه العزيز:
﴿مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ [الأعراف: 160]،
وقال أيضًا: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: 114].

ومن أعظم الحسنات تلاوة القرآن الكريم، فهي عبادة عظيمة يؤجر المسلم عليها بكل حرف يقرؤه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها” [رواه الترمذي].

لقد تحدّى الله سبحانه وتعالى الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن، فعجزوا، بل لم يستطيعوا أن يأتوا بسورة واحدة من مثله، قال تعالى:
﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ﴾ [الإسراء: 88]،
وقال أيضًا: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ﴾ [يونس: 38].

القرآن الكريم ليس كتابًا يُتلى فقط، بل هو دواء للقلوب، وطمأنينة للنفوس، ومصدر سكينة في الحياة. كلما تلاه المؤمن ازداد به إيمانًا، ووجد في قلبه راحة وانشراحًا. قال تعالى:
﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: 9].

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن هو طريق النجاة في زمن الفتن، فقال لعلي رضي الله عنه:
“ستكون فتنة”. قلت: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: “كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم…” [رواه الترمذي].
ثم وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه لا تمل تلاوته، ولا تنقضي عجائبه، ومن تمسّك به هُدي إلى صراط مستقيم.

إن تلاوة القرآن ليست فقط عبادة، بل هي تجارة رابحة مضمونة، لا تخسر أبدًا، قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ… يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ [فاطر: 29].

وكلام الله عز وجل فيه الموعظة، وفيه التذكير، وفيه الخشوع والتأثير، حتى إن الجبال لو نزل عليها القرآن لتصدعت من خشية الله، فكيف بقلوب البشر؟! قال تعالى:
﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾ [الحشر: 21].

ويقول سبحانه عن تأثير القرآن في قلوب المؤمنين:
﴿تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الزمر: 23].

فلنحرص -عباد الله- على تلاوة كتاب الله وتدبر معانيه والعمل بأوامره، فهو النور في الدنيا والنجاة في الآخرة، وهو الطريق إلى سعادة القلوب وصلاح النفوس.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين.

تدوينات ذات صلة

القرآن نزل من السماء لأجلك… فماذا فعلت لأجله؟

واجبنا تجاه القرآن الكريم: قراءة وتدبرًا وتطبيقًا مقدمة القرآن الكريم هو كلام الله عز وجل، أنزله على نبيه محمد ﷺ ليكون نورًا وهدًى للبشرية، يخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط الله المستقيم. وقد عظم

خطبة الجمعة إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم

بسم الله الرحمن الرحيم  الخطبة الأولى: أما بعد: فاتقوا الله ـ عباد الله ـ حق التقوى، واستمسكوا بكتابه القويم وهدي رسوله الكريم في جميع شؤون حياتكم الخاصة والعامة، قولاً وعملاً واعتقادًا وفكرًا، فمن ابتغى الهدى في

شكوى النبي الكريم من هجر القرآن العظيم

هجر القرآن.. شكوى نبوية وتحذير لنا قال الله تعالى في كتابه الكريم:“وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا” [الفرقان: 30]. بهذه الآية يحكي الله تعالى شكوى نبيه محمد ﷺ، حين قال: “يا رب،