, -

الاستماع للقرآن

المدونة

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا} [الأعراف:204] وقال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [ص:29].

كما أننا مطالبون بتلاوة القرآن الكريم فنحن مطالبون بالاستماع إليه قال تعالى في سورة الزمر: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعبدالله مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ  وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} (18).

وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام عبدالله بن مسعود ضي الله عنه أن يقرأ، فقرأ أول سورة النساء، والنبي يستمع له عليه الصلاة والسلام فلما بلغ قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [النساء:41] قال له: حسبك، قال ابن مسعود: فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان، تذكر هذا الموقف عليه الصلاة والسلام فبكى، عليه الصلاة والسلام.

قد ثبت سماع الجن للقرآن الكريم حين كان يتلوه النبي ﷺ عندما انطلق هو وطائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ فصلى الرسول ﷺ بأصحابه الفجر فاستمع فريق من الجن القرآن فذهبوا إلى قومهم منذرين. قال تعالى في مطلع سورة الجن: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}. 

فحينما نزل بوادي نخلة اليمانية مرجعه إِلى مكة، قام يصلي من الليل، فصُرِف إِليه نفرٌ من الجنّ، فاستمعوا قراءته، ولم يشعرْ بهم رسول الله ﷺ حتى نزل عليه قوله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (١).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

المراجع:

–       كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم [مجموعة من المؤلفين].

تدوينات ذات صلة

فضل تلاوة القرآن وحفظه

  القرآن الكريم هو كتاب الإسلام الخالد، ومعجزة النبي محمد ﷺ الكبرى، وسبيل الهداية لكل البشرية، بل هو النور الذي أرسله الله تعالى لعباده ليخرجهم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور الإيمان والمعرفة، كما قال الله

فضل تلاوة القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، سيد التالين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد؛ فلا ريب أنّ تلاوة القرآن من صفات المؤمنين

كنوز عظيمة غفل عنها كثيرون

اجعل القرآن رفيق حياتك نصيحة من القلب… قد تغيّر مسار حياتك بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: إذا وصلت إلى هذه الكلمات، فأبشر، فلعل الله أراد بك خيرًا. خذ دقائق